تواصل الأديبة مليكة صراري تأكيد حضورها الثقافي بإصدار قصصي جديد يحمل عنوان " لعبة الأقنعة " الصادرة عن دار القرويين بالدار البيضاء ( الطبعة الأولى – 2015).والمتضمنة لإحدى وعشرين قصة تظل وفية فيها للسرد القصصي الذي يعتمد على وضوح الموضوع ، والاقتراب من عوالم الحياة اليومية وحياة الطفل والإنسان عموما في جغرافيات متعددة .
وقد سبحت الكاتبة في فضاءات المدرسة والشارع والبادية والشركة والسوق .. لتنسج حكايات عن الأطفال والنساء والرجال في قضايا زاوجت ، من جهة أولى، بين الواقعي المرئي الذي نعيشه وقد حاولت التقاط كل ذلك بفنية الشاعرة وأمومة ناضجة تنظر إلى الحياة واللعب وما يتولد عن كل ذلك من قضايا تصبح جديرة بالاهتمام ؛ ومن جهة ثانية ، بين التخيل في جانبه العجائبي ( اللغز والجن والدائرة ..) والقصص الذهني كما تمثله نصوص ( غباوة عقل – دم الفراولة – أوراق العظماء ).
ومما جاء في القصة الثامنة ( لعبة الأقنعة ) والتي ستحمل المجموعة عنوانها :
قضى يومه كاملا يبحث في سوق الأقنعة عن قناع ليوم خاص من أيام الأسبوع .
اندهش للإقبال المبالغ فيه على الأقنعة ، وكبُر اندهاشه حينما علم بأثمنتها الباهظة . بالأمس فقط اشترى قناعا واحدا فتسلم الثاني مجانا مكافأة له ، على رغبته في طمس الحقيقة ، فكيف يخبره الباعة بضرورة أداء ثمنها الباهظ وانتظار قدومها أسبوعا كاملا ، مع احتمال أن يكون القناع الذي يرغب في الحصول عليه قد استعمله لفترة وجيزة من طرف زبون آخر .
كما أخبره الباعة أن القناع لن يصير في ملكيته الخاصة ، وعليه ان يرده للباعة في نهاية اليوم ، واشترطوا عليه ان يكون حرفيا ، وحذروه من مغبة اكتشاف لعبته من طرف من هم أكثر ولعا بالأقنعة منه ، وأوصوه أن يركبه لدى طبيب مختص ، وبما أن صاحبنا كان في أمس الحاجة إلى القناع ، قبل أن يتسرب يوم الخميس ، فقد اقترح على بائع الأقنعة أن يبيعه قناعه الشخصي ووعده أن يلتزم بكافة الشروط واقترح عليه توقيع عقد بمعية البائع ، ولكن ابائع لم يكن القناع يفارقه إلا في الليل ، كما يتحرر ذوو الأسنان الإصطناعية من أطقمهم ، واقترح عليه ان يقوم بالمهمة ليلا على أن يرد القناع لصاحبه باكرا قبل أن تستيقظ الاقنعة .